بقلم : د./ عبير المعداوي
السياسة لا تبنى على النوايا الحسنة أو السيئة.. السياسة خطة إستراتيجية تمثل فكر الدولة التي إختارت هذا المنهج لنفسها ..
المشكلة تأتي عندما تنفصل السياسة عن الواقع وينفصل الواقع عن الشعب وينفصل الشعب عن الفكر والثقافة التي تؤهله ليرتقي بهذه الخطة الإستراتيجية
لهذا خلقت الأحزاب السياسية لكي تصبح وسيط بين الدولة والشعب..
الرجل الحزبي السياسي لابد أن يكون لديه كاريزما للحضور والتواجد مع مختلف القوى السياسية والحكومية والأهم الشعب الذي هو هدفه الرئيسي..
إذا إختل هذا الهرم الذي ذكرته في كل ما سبق ينشيء عنه التالي ؛
الشعب يبدأ في الإمتعاض من أي قرار لأنه ليس على دراية به فيذهب للإعلام .. الإعلام القومي إذا كان مصاب بالتخمة السياسية لن يعير المواطن إهتمام ..الإعلام المحلي لو مصاب بالجهل والفساد لن يقدم إلا صورة غير حقيقية غامضة تزيد من إحتقان الشعب ..
إحتقان الشعب ينتج عنه أمران؛
إما أن يعترض على القرارات أو يأخذ موقف سلبي وهنا مكمن الخطورة لأنه لن يقف مع الدولة بل سيقوم بكل ما يؤرق راحتها
والنتيجة يزداد الإحتقان من الجانبان ..الدولة أخفقت أن يكون لديها أحزاب واعية.
وقدمت أنواع وطيف ممتاز لكنه غير مفيد ولن يحدث شيء من التقدم سوى أنهم سوف يصبحون أعضاء مجلس شعب إذ ربما يمثلون الشعب وهذا واقعيا لن يحدث لأن من الأصل هناك إنفصال بين الجانبين وهنا سيكون رجل الأعمال أفضل من رجل السياسة والسبب معروف ..
ويعود المواطن لأي شخص يمكن أن يفهمه أو يعطيه ما يريد وتزداد الفجوة … الدولة ترى أنها تقوم بما عليها ولا تقصر وتواجه كل التحديات وترى في المواطن نقطه ضعف وكاهل على عاتقها أن تتحمله..
والمواطن يرى أن الدولة لا تشعر به ولا تقيم له وزن وتحيطه بالإحباط والخوف من المستقبل..
النتيجة لا يمكن لأي دولة أن تحقق الهدف الذي تبحث ولن تتقدم خطوة بل سوف تزيد نسبة القضايا المتعلقة بالمواطنة والإنتماء ويسود الركود والأفعال السلبية ولو أن كلا الجانبين جيدين لكن نقطة الوصل غير متوفرة ..
الحزب السياسي لا بديل له في واقع الأمر بمعنى لا يمكن أن يحل محله صحيفة أو برنامج تلفزيوني أو مبادرة سياسية أو حملة موجهة أو مؤسسة ثقافية ..لا يمكن لأي أحد أن يحل محل الحزب السياسي وننتبه أنه هو في النهاية من يمثل الشعب في البرلمان ووفق الدستور المصري هو له الحق في الحكم لأن بلادنا دستورها ينص أننا دولة برلمانية رئاسية..الرئيس ليس وحده من يحكم ولو طبقنا نص الدستور سيكون رئيس الوزراء يجب أن يرشح من قبل الأحزاب والكل أمام الشعب مسئول ..
الرسالة ؛
لدينا مائة حزب وأكثر لا يفعلون شيء ولا يقدمون دليل على وجودهم .. الأنماط العقلية التي تحكم تفكير كل حزب وضعوا فرضية جهل الشعب وإستغلاله ..
ما نبحث عنه أن يولد حزب حقيقي من رحم الشعب ويقوده قادة فكر وطنين وليس بمناصبهم بل بالأجندة الوطنية التي لديهم فعلا وأن يكونوا مؤهلين لهذا ومحبوبين من الشعب ممكن تجد شخصية سياسية كانت ذو منصب كبير لكنه يفتقد لحب الشعب له .. وفي الأغلب كل من شغل منصب هو شخص جيد لكن الشعب سيتعامل معه بتحفظ كبير ..
كما سيتعامل مع نفس القوى السياسية التي لعبت في الثورات دورا ننتبه جدا أن التمثال الرملي وقع وإنهار من زمان فهؤلاء رغم تحقيق مبادىء الحوار الوطني في الحياة السياسية لكنهم وجوه غير مقبولة الى حد كبير في ظل الظروف الحالية ولدى الشعب شكوك نحوهم .
ومن هنا على القيادة السياسية الإنتباه لكل ما تم طرحه لأن الحياة النيابية في الفترة القادمة سيكون عليها دور كبير والشعب سيطلب منه الكثير من الفهم ، فعلينا جميعا الحرص ثم الحذر والتركيز .
حفظ الله الوطن
تحيا مصر